المعجزات ... و صنع موسى المعجزات على عيون الشعب فأمن
الشعب" ( الخروج 4 : 18 – 31 ) .
و القرآن نفسه يشهد بأن المعجزات كانت عند موسى دلائل
النبوة : " و لقد أرسلنا موسى بأياتنا و سلطان مبين
" ( غافر 23 ) ، " و لقد أتينا موسى تسعة أيات
بينات " ( الإسراء 101 ، القصص 30 – 36 ، طه 17 :
23 ، الشعراء 30 – 33 ) ، و يفصلها ( الأعراف 104 – 136
) ، حتى أمن بنو إسرائيل ، و عجز سحرة مصر عن المعارضة
، و سلم فرعون و آمن عند غرقه ( يونس 90 ) . فالمعجزة
هى " السلطان المبين " الذى به يشهد الله لنبيه
أنه أرسله ليبلغ كلام الله ، فلا نبوة بدون معجزة .
2 - فى الإنجيل
و فى الإنجيل جعل السيد المسيح المعجزات دلائل النبوة
: " إن كنت لا أعمل أعمال أبى ( الله ) فلا تصدقونى
. و لكن إن كنت أعمالها ، و لا تريدون أن تصدقونى ، فصدقوا
هذه الأعمال " ( يوحنا 10 : 37 – 38 ) ، ثم يستشهد
بالكتاب لنفسه ، و يستشهد بسابقة يحيى المعمدان ، و لكنه
يستشهد خصوصا بأعماله المعجزة : " و إن لى شهادة
أعظم من شهادة يوحنا : إن الأعمال التى أتانى الآب أن
اعملها ، هذه الأعمال عينها التى أنا أعملها هى تشهد لى
بأن الآب ( الله ) قد أرسلنى " ( يوحنا 5 : 36 )
.
و على التخصيص ، كلما أدعى السيد المسيح لنفسه سلطانا
إلهيا أكده بالأعمال المعجزة . لما نسب لذاته سلطان الله
نفسه على مغفرة الخطايا ، بمناسبة شفاء مقعد فى كفر ناحوم
، أبرأه بكلمة منه على مشهد من الجماهير المزدحمة ، يشهد
بهذه المعجزة الخارقة لسلطانه المعجز . أدعى أنه "
نور العالم " ، فشفى الأكمة ، أى الأعمى منذ مولده
، شهادة للحقيقة المنزلة معه و فيه . علم أمام الجماهير
فى بيت عنيا : " أنا القيامة و الحياة " – و
لا يبنس ذلك لنفسه إلا اله أو كافر مجنون – و نادى لعازر
الميت من القبر فاحياه شهادة للسلطان الإلهى الذى يدعيه
لنفسه . و قد أعطى قيامته الشخصية من الموت و القبر معجزته
الكبرى .
و القرآن يصدق شهادة الإنجيل أن رسالة المسيح كانت بتأيد
روح القدس و المعجزات : " و أتينا عيسى أبن مريم
البينات ، و أيدناه بروح القدس " ( البقرة 87 ) .
فامتاز |